الاثنين، 27 سبتمبر 2021

كالأمْس، غداً تشرق الشَّمْس

كالأمْس، غداً تشرق الشَّمْس

بروكسيل : مصطفى منيغ

ما استمرَّ نظام حُكمٍ الشَّعب غاضب عليه ، كالحاصل الآن في الجزائر واليمن ولبنان وسوريا والعراق وفلسطين والسودان وأفغانستان والقائمة تطول عبر العالم داخل قَرّاته ، الاحتجاجات متواصلة وسجون الجزائر مزدحمة بالمحكوم عليهم جوراً من أبناء شعب المليون ونصف المليون شهيد لمجرَّد وقوفهم في مواجهة جبروت جماعة من قادة جيش أُحِيلَ بتوجيههم على محاربة أهله ، وكأنهم من كوبٍ آخر لا يهمُّهم بشر مكدَّس في دولةِ الفقرِ والجزائر كبلدٍ من أغنى بلاد العالم لو وُجِد مَن يُحسن تدبير شؤونه ، فأي ظُُلم أشرس ممَّا يُمارس منذ سنوات على شعبٍ دون أن يُواجه بما  لعبرةٍ يحوّله ، تُتّخَذ لتربية مَن يتحمَّلون مسؤولية حُكمِ شعوبٍ لا تَقِلّ قهراً عمَّا يتعرّض له الشعب الجزائري للأسف الشديد فوق أرضه . الدموع مُشكلة أنهار تُسكَب من مأقى اليتامى والأرامل والمسنِّين ورثة الشهداء الأبرار الذين أرادوا للجزائر الحرية والكرامة والعزة والسؤدد فإذا بها مبتلية بأصحاب البطون التي لا تشبع والتصرفات لأحَدٍ لا تنفع وللثروات بالنهب المُمنهج لذاتها تجمع وليُترَك الباقي لمصيره ، متشرداً حياً/ مَيِّتاً لا يقْوَى على محاربة أعدائه ، مِن جنرالات آخر زمن كبروا على مصِّ لبن فرنسا الاستعمارية لتتبناهم وتقذفهم للتّنغيص على شعبٍ جزائريّ أصيلٍ ما أشقاه بهم .

... السودان ، المُصاب بتجهّم الزمان ، بوجود سلطةٍ لا تُراعي حقَّ الشعب مهما كان الميدان ، كحرفٍ من حروفِ عَِّلةٍ تُمَيِّزُ بأَجْوَفِ فعْلِ "كان"، آخر إبداعاتها "انقلاب" لتحويل غضب الرأي العام لمسار الانتباه لخارج ملعب فرسان ، يتسابقون لاستغلال ما كُلّفوا بانجازه سراً من طرفِ الأمريكان ، لا تهم "شيوعتهم" ما دامت عير تابعة لا لروسيا ولا للصين وعقيدتهم غير خاضه لا لمكّة ولا للفاتيكان ، جماعة من "العسكريين" وجدوها سانحة للسطو على مناجم الذهب وما قد يعثروا عليه بالسَّاهل من لؤلؤ ومرجان ، كأن السودان أمام من يفرغها من رزق شعبها المصابة طليعته بالخذلان ، اعتقل الخوف بعض من أبطالها الشجعان ، والباقي داهمتهم موجة الصمت لتمنع اتصال يشعلها ثورة مجيدة لإنقاذ أشرف وطن ، أرادوا بالانقلاب توريط المخابرات المصرية بإيعاز من دولة عربية تموّل مثل المؤامرات لتتربع فوق رؤوس ما تسميهم بأقرب الخلان ، لتقتسم معهم خيرات نفس المكان ، الذي تحكمه معهم بدهاء فاق مكر الشيطان .

... لبنان، جميل الطبيعة والبنيان، ماذا اقترف شعبه الطيب الواعي المثقف

النظيف العقل الفصيح اللسان ؟؟؟، ليُعاقب بما يؤخّر ويخرّب ويفجّر ويروّع بال الإناث الصغيرات منهن كالكبيرات  بعد الشيوخ والصبيان ، أهو الانتماء الأعمى للطوائف مثل رئيس البرلمان ، مضاف لحزب تابع قلباً وقالباً لدولة إيران ؟؟؟ ، أم ضعف رئيس دولة اختار بين الشعب والمصلحة الذاتية الأخيرة ليُنهي ما تبقَّي له من عمرٍ في أمان ، مُتناسياً أنَّ الرُّتَبَ العسكرية مهما مجّدت حاملها لا ترقَى على موقف مهما كان قصيراً من رِضا أو سخط الشعب الموحَّد الأركان ،  فلا قيمة لمن جعل أيادي لبنان لتتسوَّل القوت من نُظُم الطغيان ، الملطّخة ضمائرها بدم الأبرياء في سوريا كاليمن .

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

 

الجمعة، 12 مارس 2021

من مرحلة العِرَاك إلى مراحل الحِراك

 

من مرحلة العِرَاك إلى مراحل الحِراك

الرباط : مصطفى منيغ

حتى وإن غادرت أمريكا بالكامل، تُتْرَكُ الحكومة العراقية كالمرأة الحامل، بعد تسعة أشهر سيتأكَّد لعراقيي الداخل كالخارج الأفاضل، أن "الحل" المُنْتَفِخَةُ به بطنها غير نازل،  فما لمصطفى الكاظمي رئيسها بقائل ، غير اللجوء لحوار وطني لتهدئة المُتحايل و الحائل ، بصرف توقيت ضائع بدون طائل ، وصولاً للحزم في أمر القابل لذات الثرثرة وغير القابل ، وما بقي موكول للجنة عليا منضبطة على رأي موحَّد للتنفيذ الصحيح مائل ، في حاجة لوقف إضافي ريثما ينتهي التحقيق في انفجارات أربيل ، والإصغاء الجيِّد لوزير الداخلية في حكومة  إقليم كردستان عن المصدر والمصدر لمثل القصف الصاروخي القاتل ، أمام عجز الحكومة المركزية في ضبط الأمن والسلم الاجتماعي بالمتوفر لها من بدائل ، أهمها تكنيس العراق من مسلحي الشَّغب العلني المُباح خِفية المحصور علماً بين استخبارات الكاظمي الخبير قبل غيره بمثل المسائل ، وبين زعماء الفتن المتسللين بين مناصب أخذ القرار لتحديد توقيت الزحف اللامشروع والفرار بغير رادع في مثل المحافل ، الغارقة في جبر الخواطر بالممكن وأحيانا بالمستحيل ، ولو اللجنة المذكورة عزَّزت موقف "الحوار الوطني" وأدركت نقط جدوله بَعْدَ جُهْدٍ جهيد وعُمُرٍ طويل ، أساساً لنفقٍ مسدودٍ واصِل ، يُبعد إقامته في موعد على اتفاق المعنيين به ورضاهم دفعة واحة متَّصل ، حتى بَابَا الفاتكان سمع بآلامَ العراقيين ورجائهم الخروج ممَّا هم فيه على حد تصريحاته وهو عن تلك الديار الكردستانية الأكثر تحكماً في شأنها العام راحل ، بعد لقائه المباشر مع السيستاني الممَثَّلة في شخصه المرجعية الشيعية في رسالة موجهة لايران ظاهرها التضامن الإنساني وجوهرها التلميح لاستئذان سلطات "قُمْ" الدينية بزيارة لبنان لنفس الأهداف بَسْطَ السلام حينما تجاهل الفعل مَن تجاهل ، فأي حوار يسعى رئيس الحكومة إلهاء الشعب العراقي العظيم به وهو يعلم يقيناً أنَّ الوطنَ تخطَّى القول لما كل مسؤول فاعل ، مِن موقع مهامه في مواجهة الخارجين عن القوانين المحلِّية كالدولية المانحة للإنسان حقوقه ومنها الحفاظ على حياته دون مقابل ، سوى التمسك بمبادئ القيم السمحة والاتجاه للخير بكل الوسائل ، ومنها محبة الآخرين كقاعدة انطلاق حميدة لضمان مستقبل بالأفضل متفائل .

... للعراق طاقات بشرية بكَمٍّ فكري علمي ثقافي حضاري هائل ، منها المجتهدة بكرامة  و عزة نفس للحصول على مكان مشرف لها في دول متقدمة في العالم وقد تحقق لها ذلك مهما كان المجال ، شخصياً اعرف منهم الكثير وخاصة في السويد والنمسا والدنمرك وسويسرا واسبانيا وفرنسا وبلجيكا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وتراني سائل ، هل فكَّّر يوماً مصطفى الكاظمي في جمع ولو جلهم في مؤتمر تشاوري قادر على افراز قرارات قائمة على الممكن انجازه للخروج بالعراق من مرحلة ظلام العراك إلى رحابة مراحل الحِراك المبارك الشعبي المنضبط بنظام وانتظام على السير بما يجعل الحق العادل ، بين المخالفين والمختلفين بالاتفاق المبدئي فاصل ، بين ماضي مع ما جرى متخاذل ، ومستقبل يردّ للعراق مجدها ومكانتها بين الدول المزدهرة وزرع نابع من ثراها الطيب الشريف بكل صنوف المحاصيل ، ورضا مِن فوقها بالرحمة نازل .

          مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي